تنتشر تربية البط انتشارا كبيراً في القرى ويقوم الفلاحون بتربيته بطريقة بدائية وبأعداد محدودة في بيوتهم اعتمادا على طبيعة البط في أنه أكثر الطيور عشقاً للمياه بل يعتبر من الطيور المائية، حيث ينزل البط من بيوت الفلاحين نهاراُ إلى الترع والقنوات المائية لتسبح بها طوال النهار كما ترعى وتتغذى على الحشائش والطحالب وغيرها، وفي المساء أو في الصباح الباكر يتم تقديم بعض الحبوب إليها ليساعد علي زيادة نموها وإنتاج اللحم.
وقد زود الله سبحانه وتعالي البط بمميزات خاصة به ليتأقلم مع بيئته وطبيعة معيشته. فقد زوده الله بمنقار عريض ذو بروزات منشارية تمكنه من حش الحشائش وتيسر عليه تناولها وكذلك التهام أي مادة غذائية أو الحبوب أو المواد ذات الأصل الحيواني، كذلك يوجد غدة قرب نهاية أعلي منطقة الذيل تفرز مادة زيتية لتشحيم الريش فتعطيه رونقاً وتساعد علي عدم استمرار بلل ريش الطائر بعد السباحة لذا فالبط يعتبر من الطيور المائية نظراً لقضائه جانباً من الوقت سابحاً في الماء ويساعده على ذلك وجود الغشاء الجلدي بين الأصابع كما أن ريشه تكسوه نسبة عالية من الدهن ليلائم معيشته في الماء ويساعده في العوم، بالإضافة إلى ذلك فإن وجود نسبة عالية من الدهن تحت الجلد تجعله يتحمل البرودة.
ويعتبر البط من أكثر الطيور قدرة علي هضم الألياف والحشائش والخضراوات الو رقية كما يقبل علي أكل الأسماك الصغيرة وكل ما يصادفه من نباتات مائية طافية مثل عدس الماء أثناء سباحته في الترع والقنوات أو أحواض السمك الخاصة وكل ما سبق يساعد في تغذية البط وتقليل التكلفة مما يجعله أسهل في تربيته وتغذيته بالمقارنة بالدجاج والرومي.
يربي البط أساساً لإنتاج اللحم وليس لإنتاج بيض للأكل ويمتاز البط من الدواجن الأخرى بحبه الشديد للماء والبقاء سابحاً فيه لفترة طويلة، وتمتاز ذكور البط عن الإناث بجمال الريش خاصة السلالات ذات الريش الملون مثل المسكوفي، وقد يستغل ميزة جمال الريش في بعض سلالات البط في تربيته في مكان ما بغرض زيادة جمال هذا المكان.
كما تنتشر في مصر هواية صيد البط البري فيبعض البحيرات القريبة من الإسكندرية وفي الشرقية والفيوم وغيرها, حيث نجد أن بعض أنواع البط البري يستطيع الطيران ويميل إلي الهجرة من أوربا في الشتاء إلي المناطق الدافئة في أفريقيا أو أمريكا الجنوبية وذلك حتى يبقي طوال العام في جو يفضله البط للتربية والمعيشة.
أصبحت التربية المكثفة لسلالات محددة الغرض في مزارع مخصصة تعتمد علي أسس اقتصادية في التربية والإنتاج، كما قلت بدرجة كبيرة طرق التربية البدائية القديمة التي كان يستخدمها الفلاحون، كما أن تسويق البط حياً أو مذبوحاُ بكميات اقتصادية تعتمد علي متطلبات السوق المحلية للحوم البط خصوصاً في المواسم والأعياد.
لا يوجد تعليقات شارك بالتعليق